بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
مارس 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
العـــلــــم و الإيــــــمـــان
صفحة 1 من اصل 1
العـــلــــم و الإيــــــمـــان
التفكر في خلق السماوات والأرض نوع من العبادات بل هو من أرقى العبادات ، ففي صحيح ابن حبان عن عطاء أن عائشة رضي الله عنها قالت : (( أتاني النبي صلى الله عليه وسلم في ليلتي وقال : ذريني أتعبد لربي عز وجل فقام إلى القُربة ، فتوضأ ، ثم قام يصلي، فبكى حتى بلَّ لحيته ، ثم سجد حتى بلَّ الأرض ، ثم اضطجع على جنبه ، حتى أتي بلالٌ يؤذنه بصلاة الصبح ، فقال يا رسول الله ما يبكيك ؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله تعالى عليَّ في هذه الليلة : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ[سورة آل عمران] ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ) .وورد عنه أنه قال : ( أمرت أن يكون صمتي فكراً ، ونطقي ذكراً ، ونظري عبرةً ) وقال الحسن البصري ، رحمه الله : " من لم يكن كلامه حكمةً فهو لغو ، ومن لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو ، ومن لم يكن نظره عبرةً فهو لهو .. " . انظر إلى الشمس وسل من رفعها ناراً ، ومن نصبها مناراً ، ومن ضربها ديناراً ، ومن علقها في الجو ساعة ، يدب عقرباها إلى قيام الساعة ، ومن الذي آتاها معراجها ، وهداها أدراجها ، وأحلها أبراجها ، ونقَّل في سماء الدنيا سراجها ، الزمان هي سبب حصوله ، ومن شعب فروعه وأصوله ، وكتابه بأجزائه وفصوله ، لولاها ما اتسقت أيامه ، ولا انتظمت شهوره وأعوامه ، ولا اختلف نوره وظلامه ، ذهب الأصيل من مناجمها ، والشفق يسيل من محاجمها ، تحطمت القرون على قرنها ، ولم يمح التقادم لمحة حسنها . وهي تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة حجماً ، وتبعد عن الأرض مئة وخمسين مليون كيلو متر مسافة ، وهناك نجم في برج العقرب يتسع للأرض والشمس مع المسافة بينهما ، وتصل الحرارة في مركزها إلى عشرين مليون درجة ، فلو ألقيت الأرض في جوف الشمس لتبخرت في زمن قصير ، ويزيد طول ألسنة اللهب المنطلقة من سطحها عن نصف مليون كيلو متر ، لقد صدق الله العظيم إذ يقول : سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ؛ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سورة فصلت] وانظر إلى القلـــب في فعله وأثره ، وغرضه ووطره ، وقــــدْرِه وقَدَره ، وحيطانه ، وجدره ومنافذه وحُجره ، وأبوابه وستره ، وكهوفه وحفره ، وجداوله وغدره ، وصفائه وكدره ، ودأبه وسهره ، وصبره وحذره ، وعظيم خطره ، لا يغفل ولا يغفو ولا ينسى ولا يسهو ، ولا يعثر ولا يكبو ، ولا يخمد ولا يخبو ، ولا يمل ولا يشكو ، وهو دائب صبور بأمر الذي أحسن خلقته ، وأعدَّ له عدته ، وأوقد فيه جذوته ، وقدّر له أجله ومدته ، يعمل من دون راحةٍ ولا مراجعةٍ ولا توجيه . يضخ في اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعبة من الدم ، تجري في مئة وخمسين كيلو متراً من الأوعية ، ويضخ القلب في عمر متوسط ما يملأ حجماً يساوي واحدةً من أكبر ناطحات السحاب في العالم .. لقد صدق الله العظيم إذ يقول : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ ، وَفِي أَنْفُسِهِمْ ؛ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [سورة فصلت]وانظر لتلك الشجـــرة ذات الغصون النضرة كيف نمت من حبـــة وكيف صارت شجـرة فابحث وقل من ذا الـذي يُخرج منهــا الثمرة وانظر إلى الشمس التـي جذوتهــا مستعـرة من ذا الذي أوجدهــا في الجو مثل الشـررة وانظر إلى الليل فمــن أوجد فيـه قمــره وزانه بأنجــــــم كالــدرر المنتثـرة وانظر إلى الغيم فمــن أنـزل فيه مطــره فصـير الأرض بــه بعد اصفرار خضـر هذاك هـــــو الله الذي أنعمه منهمــرة ذو حكمة بالغــــة وقـــدرة مقتــدرة*** هذا عن العلم بالله ، علم الحقيقة ، فماذا عن العلم بأمر الله علم الشريعة ؟ إن الإنسان إذا تفكر في خلق السماوات والأرض ، فعرف الله خالقاً ومربياً ومسيراً ، وعرف طرفاً من أسمائه الحسنى ، وصفاته الفضلى ، يشعر بدافع قوي إلى التقرب إليه من خلال امتثال أمره ، واجتناب نهيه ، عندها يأتي علم الشريعة ليبيّن أمر الله ونهيه في العبادات والمعاملات والأخلاق .والشريعة عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ، فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور، ومن الرحمة إلى القسوة ، ومن المصلحة إلى المفسدة ، ومن الحكمة إلى خلافها ، فليست من الشريعة وإن أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل .قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام البخاري في صحيحه : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، وإنما العلم بالتعلم ) .وفي الحديث الشريف الصحيح : ( قليل الفقه خير من كثير العمل ).بل إن التفقه في أحكام الشريعة والعمل بها يُعدُّ أفضل أنواع العبادات قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الدار قطني : ( ما عُبدَ الله بشيءٍ أفضل من فقه في دين ، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد ، ولكل شيءٍ عماد ، وعماد الدين الفقه ) . بقي علم الخليقة ، لقد دعا الإسلام إلى العلم بطبائع الأشياء وخصائصها ، والقوانين التي تحكم العلاقة بينها ، كي نستفيد منها تحقيقاً لتسخير الله جلّ وعلا للأشياء .. قال تعالى : أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وتعلُّم العلوم المادية يحقق عمارَة الأرض عن طريق استخراج ثرواتها ، واستثمار طاقاتها ، وتذليل الصعوبات ، وتوفير الحاجات تحقيقاً لقوله تعالى : هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا [سورة هود]وتعلم العلوم المادية ، والتفوق فيها قوة ، يجب أن تكون في أيدي المسلمين ، ليجابهوا أعداءهم ، أعداء الحق والخير والسلام ، تحقيقاً لقوله تعالى : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ، وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ….[سورة الأنفال 6] لأن القوة في هذا العصر هي قوة العلم ، بل إن الحرب الحديثة ليست حرباً بين ساعدين ، بل هي حرب بين عقلين . ولحكمة بالغة لم يشأ الله جل وعلا أن يكون الانتفاع بخيرات الأرض وثرواتها وطاقاتها انتفاعاً بشكل مباشر ، يلغي دور الإنسان ، وإنما جعل هذا الانتفاع متوقفاً على جهد بشري : علم وعمل ، فقد أودع الله في البذرة قوة إنبات ، ولكن لابد للإنسان من أن يزرعها ويرعاها ، وأن يحصدها ، ليجني ثمارها ، وأودع الله في الأرض خامات المعادن ، ولكن لابد للإنسان من أن يبحث عنها ويكتشفها ، وأن يستخرجها ، كل هذا ترسيخاً لقيم العلم والعمل ، وابتلاءً لإنسانية الإنسان ، فهل يرفعه العلم والعمل إلى أعلى عليين ، أم يسقطانه إلى أسفل سافلين ؟. وبالتحرر من الجهل والوهم ، واعتماد النظرة العلمية ، واتباع الطريقة الموضوعية ، نستطيع أن نسقط كل الدعاوى الباطلة المزيفة التي يطرحها أعداؤنا أعداء الدين للنيل من إمكاناتنا وطموحاتنا ، فباعتماد النظرة العلمية تصح رؤيتنا ، وبإيماننا بالله واستقامتنا على أمره نستمد قوتنا ، قال تعالى : إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ، وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ[سورة آل عمران] إن التعلم والتعليم قوام هذا الدين ، ولا بقاء لجوهره ، ولا ازدهار لمستقبله إلا بهما . والناس أحد رجلين : متعلم يطلب النجاة ، وعالم يطلب المزيد .. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العالم والمتعلم شريكان في الخير ، ولا خير في سائر الناس )[ انظر إرواء الغليل للألباني 2/141 ط المكتب الإسلامي] وقد قيل : تعلموا العلم ؛ فإن كنتم سادة فقتم ، وإن كنتم وسطاً سدتم ، وإن كنتم سوقةً عشتم لكن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .ولا بد من أن تكون عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامسة فتهلك وإن هذا العلم دين ، فانظر عمَّن تأخذ دينك .. خذه عن الذين استقاموا ، ولا تأخذه عن الذين مالوا .• العلم الذي نرتزق منه وكفى .. ليس إلا حرفة من الحرف .• والعلم الذي لا يصل تأثيره إلى نفوسنا ، ومن ثم إلى سلوكنا ، ما هو إلا حذلقة لا طائل منها .• العلم الذي يجعلنا نتيه به على غيرنا ، ما هو إلا نوع من الكبر .• والعلم الذي يعطل فينا المحاكمة السليمة والتفكر السديد نوع من التقليد .• والعلم الذي يوهمنا أننا علماء كبار ، هو نوع من الغرور ..• والعلم الذي يسعى لتدمير الإنسان ، والفتك به ، ويسعى لصناعة المرض نوع من الجريمة • والعلم الذي نستخدمـه للإيقاع بين الناس ، والعدوان على أموالهم وأعراضهم ، نوع من الجنوح والانحراف .• والعلم الذي لا يتصل بما ينفعنا في ديننا ، ودنيانا ، نوع من الترف المذموم ..• وفي الدعاء النبوي الشريف : ( اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن أذن لا تسمع ، ومن عين لا تدمع ، ومن نفس لا تشبع ) .وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم واعظين ، ناطقاً وصامتاً ، فالناطق هو القرآن ، والصامت هو الموت ، ويهما كفاية لكل متعظ ) وقد أخبر الواعظ الناطق عن الواعظ الصامت ، حيت قال الله تعالى :أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ* ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ...يانفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها ، لاشك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله تعالى ، إذن فما أكفرك ، ثم أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ، إذن فما أجهلك ، والحمد لله رب العالمين .
عدل سابقا من قبل المعتصم بالله في السبت مايو 30, 2015 1:24 pm عدل 1 مرات (السبب : تعديل الكلمات)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 01, 2015 12:10 pm من طرف المعتصم بالله
» صوت الحق
السبت سبتمبر 05, 2015 1:31 pm من طرف المعتصم بالله
» علماؤنا الرواد رفعوا مشعل النهضة و التقدم
الأربعاء سبتمبر 02, 2015 12:20 pm من طرف المعتصم بالله
» يــــا بــن آدم
الأربعاء مايو 20, 2015 4:50 pm من طرف المعتصم بالله
» لمحة عن بناء حضارتنا 1
الخميس مايو 14, 2015 5:06 pm من طرف المعتصم بالله
» العـــلــــم و الإيــــــمـــان
الجمعة يناير 02, 2015 11:56 am من طرف المعتصم بالله
» دستور المنتدى
الجمعة نوفمبر 14, 2014 6:18 pm من طرف المعتصم بالله
» نعيش مع معنى جديد
الإثنين نوفمبر 03, 2014 12:17 pm من طرف المعتصم بالله
» كيف تكتب موضوعا معنا
الثلاثاء أبريل 01, 2014 6:14 pm من طرف المعتصم بالله